كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



1025- الحَديث الرَّابع وَالْعشْرين:
رُويَ عَن النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ أَنه قَالَ في ابْنه إبْرَاهيم حين توفّي «لَو عَاشَ لَكَانَ نَبيا».
قلت رَوَاهُ ابْن ماجة في سنَنه في الْجَنَائز حَدثنَا عبد القدوس بن مُحَمَّد ثَنَا دَاوُد بن شبيب ثَنَا أَبُو شيبَة إبْرَاهيم بن عُثْمَان نَا الحكم بن عتيبة عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما مَاتَ إبْرَاهيم بن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَيْه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ قال: «إن لَهُ مُرْضعًا في الْجنَّة وَلَو عَاشَ لَكَانَ صديقا نَبيا وَلَو عَاشَ لأعتقت أَخْوَاله القبط وَمَا اسْترق قبْطي» انْتَهَى.
وَأخرج البُخَاريّ في الْأَدَب عَن ابْن أبي أوفي قَالَ مَاتَ إبْرَاهيم بن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ صَغيرا وَلَو قضي أَن يكون بعد مُحَمَّد نَبي عَاشَ ابْنه وَلَكن لَا نَبي بعده انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنيّ في كتَابه المؤتلف والمختلف عَن الْحَارث بن رَجَب الضَّبّيّ عَن أبي شيبَة به.
1026- الحَديث الْخَامس وَالْعشْرُونَ:
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلم: «ذكر الله عَلَى فَم كل مُسلم» وَرُويَ «في قلب كل مُسلم».
قلت غَريب بهَذَا اللَّفْظ.
وَرَوَى الْبَيْهَقيّ وَالدَّارَقُطْنيّ من حَديث أبي هُرَيْرَة قَالَ سَأَلَ رجل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ الرجل منا يذبح وَيُنْسي أَن يُسَمّي قال: «اسْم الله عَلَى فَم كل مُسلم».
وَرَوَاهُ ابْن عدي في الْكَامل وَأعله بمَرْوَان بن سَالم الْغفَاريّ. وَكَذَلكَ ابْن الْقطَّان في كتَابه وَقَالَ إنَّه ضَعيف جدا.
1027- الحَديث السَّادس وَالْعشْرُونَ:
رُويَ عَن أم هَانئ بنت أبي طَالب قَالَت خطبني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ فاعتذرت إلَيْه فعذرني ثمَّ أنزل الله هَذه {إنَّا أَحللنَا لَك أَزوَاجك} إلَى قوله: {وَبَنَات عمك وَبَنَات عَمَّاتك وَبَنَات خَالك وَبَنَات خَالَاتك اللَّاتي هَاجَرْنَ مَعَك} فَلم أحل لَهُ لأَنّي لم أُهَاجر مَعَه كنت من الطُّلَقَاء.
قلت رَوَاهُ التّرْمذيّ من حَديث السّديّ عَن أبي صَالح عَن أم هَانئ قَالَت خطبني إلَى آخره.
وَرَوَاهُ الْحَاكم في الْمُسْتَدْرك في النّكَاح وَقَالَ صَحيح الْإسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى.
قَالَ التّرْمذيّ حَديث حسن غَريب لَا نعرفه إلَّا من حَديث السّديّ انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَإسْحَاق بن رَاهَوَيْه في مسانيدهم.
وَمن طَريق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الطَّبَرَانيّ في مُعْجَمه.
وَرَوَاهُ الطَّبَريّ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتم في تفاسيرهم وَمن طَريق الطَّبَريّ رَوَاهُ الثَّعْلَبيّ.
1028- الحَديث السَّابع وَالْعشْرُونَ رُويَ أَن أُمَّهَات الْمُؤمنينَ حين تَغَايَرْنَ وابتغين زيَادَة النَّفَقَة وغظن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ هَجرهنَّ شهرا وَنزل التَّخْيير فَأَشْفَقْنَ أَن يطلقن فَقُلْنَ يَا رَسُول الله افْرضْ لنا من نَفسك وَمَالك مَا شئْت.
قلت غَريب بهَذَا اللَّفْظ وَيقرب منْهُ مَا رَوَاهُ مُسلم في صَحيحه في الطَّلَاق من حَديث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ دخل أَبُو بكر عَلَى النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ وَالنَّاس عَلَى الْبَاب جُلُوس لم يُؤذن لَهُم فَجَلَسَا وَالنَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ جَالس وَالنَّاس حوله وَهُوَ سَاكت فَقَالَ عمر لأُكلمَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ حَتَّى أَدَعهُ يضْحك فَقَالَ يَا رَسُول الله لَو رَأَيْت بنت خَارجَة وَهي تَسْأَلني النَّفَقَة فَقُمْت فَوَجَأْت عُنُقهَا قَالَ فَضَحك النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَت نَوَاجذه ثمَّ قال: «هن حَولي كَمَا ترَى يَسْأَلْنَني النَّفَقَة» فَقَامَ أَبُو بكر إلَى عَائشَة يجَأ عُنُقهَا وَقَامَ عمر إلَى حَفْصَة يجَأ عُنُقهَا كلَاهُمَا يَقُول تَسْأَلَان النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ مَا لَيْسَ عنْده فَنَهَاهُمَا النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ فَقُلْنَ وَالله لَا نسْأَل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ بعد هَذَا الْمجْلس مَا لَيْسَ عنْده وَأنزل الله آيَة التَّخْيير فَذكره.
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه في تَفْسيره من طَريق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا عبد الْملك ابْن عبد الرَّحْمَن الذماري عَن سُفْيَان حَدثني سَالم الْأَفْطَس عَن مُجَاهد قَالَ كَانَ للنَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ تسع نسْوَة فخشين أَن يُطَلّقهُنَّ فَقُلْنَ يَا رَسُول الله أقسم لنا من نَفسك وَمَالك مَا شئْت فَنزلت {ترجى من تشَاء} الْآيَة.
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة في مُصَنفه ثَنَا جرير عَن مَنْصُور عَن أبي رزين أَن النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ أَرَادَ أَن يُفَارق نسَاءَهُ فَقُلْنَ لَهُ اقْسمْ لنا من نَفسك وَمَالك مَا شئْت وَدعنَا عَلَى حَالنَا.
وَسَيَأْتي قَريبا بتَمَامه وَهُوَ مُرْسل.
1029- الحَديث الثَّامن وَالْعشْرين:
يرْوَى أَن عَائشَة قَالَت يَا رَسُول الله إنّي أرَى رَبك يُسَارع في هَوَاك.
قلت رَوَاهُ البُخَاريّ وَمُسلم في النّكَاح من حَديث هشَام بن عُرْوَة عَن أَبيه كَانَت خَوْلَة بنت حَكيم من اللَّاتي وهبْنَ أَنْفسهنَّ للنَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ فَقَالَت عَائشَة أما تَسْتَحي الْمَرْأَة أَن تهب نَفسهَا للرجل فَلَمَّا نزلت {ترجى من تشَاء منْهُنَّ} قلت يَا رَسُول الله مَا أرَى رَبك إلَّا يُسَارع في هَوَاك انْتَهَى.
وَوهم الْحَاكم في الْمُسْتَدْرك فَرَوَاهُ في تَفْسير سُورَة الرَّمْز وَقَالَ صَحيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْن وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى.
1030- الحَديث التَّاسع وَالْعشْرُونَ:
رُويَ أَن النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ أَرْجَى من نسَائه خَمْسَة سَوْدَة وَجُوَيْرية وَصفيَّة ومَيْمُونَة وَأم حَبيبَة فَكَانَ يقسم لَهُنَّ مَا يَشَاء وَأَوَى أَرْبَعَة عَائشَة وَحَفْصَة وَأم سَلمَة وَزَيْنَب.
وَرُويَ انه كَانَ يُسَوّي مَعَ مَا أطلق لَهُ وَخير فيه إلَّا سَوْدَة فَإنَّهَا وهبت لَيْلَتهَا لعَائشَة وَقَالَت لَا تُطَلّقني حَتَّى أحْشر في جملَة نسَائك.
قلت الأول رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة في مُصَنفه في النّكَاح حَدثنَا جرير عَن مَنْصُور عَن أبي رزين في قَوْله تعالى: {ترجى من تشَاء منْهُنَّ وَتُؤْوي إلَيْك من تشَاء} فَكَانَ ممَّن أَوَى عَائشَة وَأم سَلمَة وَزَيْنَب وَحَفْصَة وَكَانَ قسْمَتهنَّ من نَفسه وَمَاله فهن سَوَاء وَكَانَ ممَّن أَرْجَى سَوْدَة وَجُوَيْرية وَأم حَبيبَة ومَيْمُونَة وَصفيَّة فَكَانَ يقسم لَهُنَّ مَا شَاءَ وَكَانَ أَرَادَ أَن يُفَارقهُنَّ فَقُلْنَ لَهُ اقْسمْ لنا من نَفسك مَا شئْت وَدعنَا عَلَى حَالنَا انْتَهَى.
وَرَوَاهُ عبد الرازق في تَفْسيره حَدثنَا معمر عَن مَنْصُور به.
وَرَوَاهُ الطَّبَريّ حَدثنَا ابْن حميد عَن جرير به وَهُوَ مُرْسل.
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه في تَفْسيره من طَريق أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عبد الْملك ابْن عبد الرَّحْمَن الذماري عَن سُفْيَان ثني سَالم الْأَفْطَس عَن مُجَاهد قَالَ كَانَ المرجئات خمْسا وَمن أَوَى أَرْبعا فَذَكرهنَّ وَهَذَا مُرْسل.
وَأما الثَّاني فَرَوَاهُ الطَّبَرَانيّ في مُعْجَمه في مُسْند سَوْدَة ثَنَا عمر بن حَفْص السدُوسي ثَنَا أَبُو بلَال الْأَشْعَريّ ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي الزّنَاد عَن هشَام بن عُرْوَة عَن أَبيه عَن عَائشَة قَالَت مَا كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ يفضل بَعْضنَا عَلَى بعض في الْقسم وَكَانَ كل يَوْم إلَّا وَهُوَ يطيف بنَا وَيَدْنُو من كل وَاحدَة منا من غير مَسيس حَتَّى يَنْتَهي إلَى الَّتي هيَ يَوْمهَا وَيثبت عنْدهَا وَلَقَد قَالَت لَهُ سَوْدَة بنت زَمعَة وَقد أَرَادَ أَن يفارقها يومي منْك وَنَصيبي لعَائشَة فَقبل ذَلك منْهَا وفيهَا نزلت وَإن امْرَأَة خَافت من بَعْلهَا نُشُوزًا أَو إعْرَاضًا الْآيَة انْتَهَى.
زَاد فيه من طَريق أُخْرَى وَالله مَا بي رَغْبَة في الدُّنْيَا إلَّا أَنّي أحْشر في جملَة نسَائك فَيكون لي مَا لَهُنَّ.
وَرَوَى الْبَيْهَقيّ من حَديث أَحْمد بن عبد الْجَبَّار العطاردي ثَنَا حَفْص بن غياث عَن هشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ طلق سَوْدَة فَلَمَّا خرج إلَى الصَّلَاة أَمْسَكت بثَوْبه فَقَالَت وَالله مَا لي في الرّجَال من حَاجَة وَلَكنّي أُريد أَن أحْشر في أَزوَاجك قَالَ فَرَاجعهَا وَجعل يَوْمهَا لعَائشَة وَهُوَ مُرْسل.
وَفي التّرْمذيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن سَوْدَة خشيت أَن يطلقهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ فَقَالَت يَا رَسُول الله لَا تُطَلّقني وَأَمْسكْني وَاجعَل يومي لعَائشَة فَفعل انْتَهَى وَينظر.
1031- قَوْله:
وَالتسع اللَّاتي مَاتَ عَنْهُن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ عَائشَة بنت أبي بكر وَحَفْصَة بنت عمر وَأم حَبيبَة بنت أبي سُفْيَان وَسَوْدَة بنت زَمعَة وَأم سَلمَة بنت أبي أُميَّة وَصفيَّة بنت حييّ الْخَيْبَرية ومَيْمُونَة بنت الْحَارث الْهلَاليَّة وَزَيْنَب بنت جحش الأَسدية وَجُوَيْرية بنت الْحَارث الْمُصْطَلقيَّة.
قلت رَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة في تَاريخه بسَنَده إلَى الزُّهْريّ قَالَ توفّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ وَعنْده تسع نسْوَة فَذَكرهنَّ سَوَاء.
وَرَوَاهُ أَيْضا بسَنَده إلَى قَتَادَة أَن النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ توفّي عَن تسع نسْوَة خمس من قُرَيْش عَائشَة وَحَفْصَة وَأم حَبيبَة وَسَوْدَة وَأم سَلمَة وَثَلَاثَة من سَائر الْعَرَب مَيْمُونَة وَجُوَيْرية وَزَيْنَب وَمن بني إسْرَائيل صَفيَّة انْتَهَى.
وَحَديث قَتَادَة هَذَا رَوَاهُ الْبَيْهَقيّ في آخر كتَابه دَلَائل النُّبُوَّة أَن النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ تزوج خمس عشرَة امْرَأَة وَدخل بثَلَاثَة عشر وَتُوفّي عَن تسع منْهُنَّ خمس من قُرَيْش فَذَكرهنَّ سَوَاء.
وَرَوَى الْحَاكم في الْمُسْتَدْرك في أول فَضَائل عَائشَة بسَنَده إلَى أبي عبيد الْقَاسم ابْن سَلام قَالَ صَحَّ عندنَا وَثَبت أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ تزوج ثَمَاني عشر امْرَأَة منْهُنَّ وَاحدَة من بني إسْرَائيل وَلم يتَزَوَّج في الْجَاهليَّة إلَّا خَديجَة ثمَّ تزوج بعْدهَا في الْإسْلَام سَوْدَة بمَكَّة ثمَّ تزوج عَائشَة قبل الْهجْرَة بسنتَيْن ثمَّ تزوج بالْمَدينَة بعد وقْعَة بدر بأم سَلمَة ثمَّ تزوج حَفْصَة بنت عمر سنة ثنْتَيْن فَهَؤُلَاء الْخَمْسَة من قُرَيْش ثمَّ تزوج سنة ثَلَاث زَيْنَب بنت جحش ثمَّ تزوج جوَيْرية سنة خمس ثمَّ تزوج أم حَبيبَة سنة ستّ ثمَّ تزوج صَفيَّة سنة سبع ثمَّ تزوج مَيْمُونَة ثمَّ تزوج فَاطمَة بنت شُرَيْح ثمَّ تزوج زَيْنَب بنت خُزَيْمَة ثمَّ تزوج هنْد بنت يزيد ثمَّ تزوج أَسمَاء بنت النُّعْمَان ثمَّ تزوج فَتيلَة بنت قيس أُخْت الْأَشْعر ثمَّ تزوج أَسمَاء بنت شيبَة السلميَّة انْتَهَى.
وَأسْندَ إلَى معمر بن الْمثنى قَالَ أول من مَاتَ من أَزوَاج النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ زَيْنَب وَآخر من مَاتَ منْهُنَّ أم سَلمَة. انْتَهَى.
وَقَالَ ابْن سعد في الطَّبَقَات قَالَ مُحَمَّد بن عمر الْوَاقديّ قبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ عَن تسع لَا اخْتلَاف فيهنَّ وَهن عَائشَة إلَى آخرهنَّ سَوَاء قَالَ الْوَاقديّ وَالْمجْمَع عَلَيْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ تزوج أَربع عشرَة امْرَأَة الْآتي سميتهن وَأَسْمَاء بنت النُّعْمَان الْجَوْنية الَّتي استعاذت منْهُ وَفَاطمَة بنت الضَّحَّاك الْكلابيَّة وَخَديجَة بنت خويلد وَزَيْنَب بنت خُزَيْمَة وَرَيْحَانَة بنت زيد النَّضْرية وَمَاتَتْ عنْده خَديجَة بنت خويلد وَزَيْنَب وَرَيْحَانَة انْتَهَى.
1032- الحَديث الثَّلَاثُونَ:
رُويَ أَن عُيَيْنَة بن حصن دخل عَلَى النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ وَعنْده عَائشَة من غير اسْتئْذَان فَقَالَ علية السَّلَام «يَا عُيَيْنَة وَأَيْنَ الاسْتئْذَان» قَالَ يَا رَسُول الله مَا اسْتَأْذَنت عَلَى رجل قطّ ممَّن مَضَى مُنْذُ أدْركْت ثمَّ قَالَ من هَذه الْجُمْلَة إلَى جَنْبك فَقَالَ عَلَيْه السَّلَام «هَذه عَائشَة أم الْمُؤمنينَ» قَالَ عُيَيْنَة أَفلا أنزل لَك عَن أحسن الْخلق فَقَالَ عَلَيْه السَّلَام «إن الله قد حرم ذَلك» فَلَمَّا خرج قَالَت عَائشَة من هَذَا يَا رَسُول الله قال: «أَحمَق مُطَاع وَإنَّهُ عَلَى مَا تَرين سيد قومه».
قلت رُويَ من حَديث عَائشَة وَمن حَديث أبي هُرَيْرَة وَمن حَديث جرير ابْن عبد الله البَجليّ.
أما حَديث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار في مُسْنده وَالدَّارَقُطْنيّ في سنَنه في أول النّكَاح من حَديث إسْحَاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة عَن زيد بن اسْلَمْ عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ الْبَدَل في الْجَاهليَّة أَن يَقُول الرجل للرجل تنزل لي عَن امْرَأَتك وَأنزل عَن امْرَأَتي وَأَزيدك قَالَ فَأنزل الله: {وَلَا أَن تبدل بهن من أَزوَاج وَلَو أعْجبك حسنهنَّ} قَالَ فَدخل عُيَيْنَة بن حصن الْفَزاريّ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ وَعنْده عَائشَة بغَيْر إذن فَقَالَ لَهُ عَلَيْه السَّلَام «يَا عُيَيْنَة وَأَيْنَ الاسْتئْذَان» قَالَ يَا رَسُول الله مَا اسْتَأْذَنت عَلَى رجل من مُضر مُنْذُ أدْركْت ثمَّ قَالَ من هَذه الْحُمَيْرَاء الَّتي هيَ جَنْبك يَا رَسُول الله قال: «هَذه عَائشَة أم الْمُؤمنينَ» فَقَالَ عُيَيْنَة يَا رَسُول الله أَفلا أنزل لَك عَن أحسن الْخلق قال: «يَا عُيَيْنَة إن الله حرم ذَلك» قَالَ فَلَمَّا خرج قَالَت عَائشَة يَا رَسُول الله من هَذَا قال: «هَذَا أَحمَق مُطَاع وَإنَّهُ عَلَى مَا تَرين لسَيّد قومه» انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نَحْفَظهُ عَن أبي هُرَيْرَة إلَّا بهَذَا الْإسْنَاد وَإسْحَاق لين الحَديث فَكَتَبْنَاهُ وَبينا علته انْتَهَى.
وَأما حَديث جرير فَرَوَاهُ الطَّبَرَانيّ في مُعْجَمه بنَقص يسير فَقَالَ ثَنَا عَلّي ابْن سعيد الرَّازيّ ثَنَا يَحْيَى بن مُطيع هُوَ الشَّيْبَانيّ ثَنَا يَحْيَى بن عبد الْملك ابْن أبي غنية عَن إسْمَاعيل بن أبي خَالد عَن قيس بن أبي حَازم عَن جرير بن عبد الله البَجليّ قَالَ دخل عُيَيْنَة بن حصن عَلَى النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ وَعنْده عَائشَة بغَيْر إذن فَقَالَ من هَذه الْجَالسَةُ إلَى جَانبك قال: «هَذه عَائشَة» قَالَ أَفلا أنزل لَك عَن خير منْهَا يَعْني امْرَأَته فَقَالَ لَهُ لَا ثمَّ قَالَ لَهُ النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلم: «اخْرُج فَاسْتَأْذن» قَالَ إنَّهَا يَمين عَلّي أَلا أَسْتَأْذن عَلَى مُضَري فَقَالَت عَائشَة من هَذَا قال: «هَذَا أَحمَق مُتبع» انْتَهَى.
وَأما حَديث عَائشَة فَرَوَاهُ ابْن سعد في الطَّبَقَات في تَرْجَمَة عُيَيْنَة بن حصن أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقديّ ثَنَا مُوسَى بن مُحَمَّد بن إبْرَاهيم بن الْحَارث التَّميمي عَن أَبيه عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عَائشَة قَالَت دخل عُيَيْنَة ابْن حصن عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ فَقَالَ من هَذه الْحُمَيْرَاء إلَى آخره.
1033- الحَديث الثَّاني وَالثَّلَاثُونَ:
عَن عَائشَة رَضيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت مَا مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ حَتَّى أحل لَهُ النّسَاء يَعْني نسخ قَوْله تعالى: {لَا يحل لَك النّسَاء من بعد}.
قلت رَوَاهُ التّرْمذيّ في التَّفْسير وَالنَّسَائيّ في النّكَاح من حَديث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو عَن عَطاء قَالَ قَالَت عَائشَة مَا مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ حَتَّى أحل لَهُ النّسَاء انْتَهَى قَالَ التّرْمذيّ حَديث حسن صَحيح انْتَهَى.
وَبهَذَا الْإسْنَاد رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة في مُصَنفه في النّكَاح وَأحمد وَأَبُو يعلي الْموصلي وَإسْحَاق بن رَاهَوَيْه في مسانيدهم.
وَرَوَاهُ النَّسَائيّ وَعبد الرازق وَابْن مرْدَوَيْه والطبري في التَّفْسير أخبرنَا ابْن جريج عَن عَطاء عَن عبيد بن عُمَيْر عَن عَائشَة قَالَت مَا مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ حَتَّى أحل لَهُ من النّسَاء مَا شَاءَ انْتَهَى وَمن طَريق عبد الرازق رَوَاهُ الْبَزَّار في مُسْنده.
وَبهَذَا الْإسْنَاد رَوَاهُ ابْن حبَان في صَحيحه في النَّوْع الثَّامن وَالْأَرْبَعينَ من الْقسم الْخَامس وَالْحَاكم في مُسْتَدْركه في تَفْسير سُورَة الرَّمْز وَقَالَ حَديث صَحيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْن وَلم يخرجَاهُ. انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الْبَزَّار في مُسْنده أَيْضا حَدثنَا عَمْرو بن عَلّي ثَنَا أَبُو عَاصم عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن عَائشَة فَذكره.
وَقد رُويَ نَحْو هَذَا من حَديث أم سَلمَة رَوَاهُ ابْن أبي حَاتم في تَفْسيره ثَنَا أَبُو زرعه ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن عبد الْملك بن شيبَة ثني عمر بن أبي بكر حَدثني الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامي عَن أبي النَّضر مولَى عمر بن عبد الله عَن عبد الله بن وهب بن زَمعَة عَن أم سَلمَة قَالَت لم يمت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ حَتَّى أحل لَهُ أَن يتَزَوَّج من النّسَاء مَا شَاءَ إلَّا ذَات محرم انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن سعد في الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقديّ حَدثني يَزْدَان بن أبي النَّضر عَن أَبيه عَن عبد الله بن وهب بن زَمعَة عَن أم سَلمَة فَذكره.
وَرَوَاهُ أَيْضا أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر ثَنَا ابْن أبي سُبْرَة وَسَعيد بن مُحَمَّد عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبيه عَن عَائشَة وَابْن عَبَّاس مثله انْتَهَى.